الحريرية السياسية إنتهت؟

 


تبدلت الظروف منذ أن بدأت الحركة الاحتجاجيّة في 17 من تشرين ٢٠١٩، وتغيّرت كل المعايير السياسيّة نتيجة الأزمات المالية والإقتصادية التي من شأنها تبدّل للخارطة السياسيّة وموازين القوى الداخليّة لا سيّما على أبواب الإنتخابات النيابيّة المنتظرة في ربيع العام القادم فهي بالطبع سوف تفرض تغييراً للحكومات السياسيّة بخروج البعض بعد الهزيمة، ودخول رموز جديدة ربما أكثر وطنيّة من غيرها، أو شوط في سباق بين القوى التي تسعى هي الأخرى لتعزيز مكانتها.

ومن أبرز ما هو ملفت أن الجميع ينتظر الرئيس سعد الحريري للعودة الى خوض الإنتخابات ، أو عدم الدخول في المعركة الإنتخابيّة الثقيلة، رغم الحوار الذي دار بين بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان في المملكة والذي تحدثا فيه حسب المصادر عن عودة العلاقات بين الحريري والسعودية كما أن هذا اللقاء من المفترض أن ينعكس ايجابياً على السياسة الداخليّة اللبنانيّة، بالتزامن مع أجواء خارجيّة وتأكيد دولي على اجراء الإنتخابات النيابيّة وهو الحدث المنتظر والذي يعول عليه الخارج الأمريكي والأوروبي والسعودي والداخل ، وهو رهان من شأنه خسارة الأكثرية النيابية لعدد من نوابها وصولاً إلى التغيير ، لذلك يبقى الإصرار على إجراء الإنتخابات جازم وتأجيله يعتبر من الخطوط الحمر.

من هنا كشفت مصادر سياسية لبنانية خاصة عن تواصل مع جهات غربية وعلى رأسها فرنسا والمملكة العربية السعودية من شأنها إعادة الأمور إلى ما كانت عليه وعودة العلاقات مع الرئيس الحريري ولم الشمل السني وخاصة بعد الخسارة التي منيَ بها الرئيس سعد الحريري جراء إفلاس أكثر المؤسسات التابعة له، والتي كان يرعاها بنفسه، و أدّت إلى الإنهيار ومطالبة شريحة كبيرة من المناصرين في الحصول على تعويضاتهم، بعد أن أفلست العديد من المؤسسات التابعة لتيار المستقبل ما أدّى إلى تراجع شعبيّة الرئيس سعد الحريري. 

ومما زاد الطين بلة تلك العقوبات السياسيّة التي فرضتها المملكة على الرئيس الحريري والتي بدأت يوم الإعلان عن استقالته، والتراجع عن الحل السياسيّ وهو ما بدا واضحاً بعد عودته من السعودية ومحاولته تأليف حكومة مع القوى الأخرى، لكن عدم التجاوب والمقاطعة له حالت دون تمكّنه من تأليفها حتى وصلت الأمور إلى تأليف الرئيس ميقاتي لحكومته الحاليّة المستجدات الحاليّة للظروف الداخليّة تبيّن أنّ اتفاق ايطار سوف يبصر النور في المرحلة المقبلة، ولكنّه مشروط ضمن ضوابط تحتّم على الرئيس الحريري العمل عليها والالتزام بها حتى تخوّله العودة إلى السياسة الداخليّة ولا سيّما خوض المعركة الإنتخابية المنتظرة والتي من شأنها أن تعيد الحريريّة السياسية إلى ما كانت عليه، ومن أبرز هذه الشروط هو فك الارتباط بكل ما له علاقة بالمحور الآخر.

فاطمة شكر- الديار

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...