كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو":
ثمّة قطبة مخفية وراء ليونة حزب الله بمواقفه الساحة الداخلية اللبنانية فارضاً ليونة نسبية.
فكان اعلان وزير الاعلام جورج قرداحي استقالته يوم الجمعة الماضي، صادما للرأي العام المحلي والعربي، كما الدولي.
إذ، على الرغم من تشدد حزب الله بمواقفه، بُعيد نشوب الأزمة مع دول الخليج ، إزاء عدم القبول بالتضحية بقرداحي كجائزة ترضية واضاحي للمملكة العربية السعودية، وأعطى اشارة الضوء الاخضر لقرداحي ليستقيل.
ولكن، بحسب مصادر سياسية، إن التغيير المفاجئ من قبل حزب الله، لم يكن عن نيّة حسنة لإعادة إحياء العلاقات بين لبنان والدول الخليجية، إنما كان تنفيذا لأوامر ايران، بوجوب اعطاء الرئيس الفرنسي ورقة رابحة عشية زيارته للسعودية".
وفي حديث لـ"ليبانون نيو"، تلفت إلى أن " استقالة قرداحي لم تكن لصالح لبنان، بل لصالح العلاقة الاستراتيجية والاقتصادية بين ايران وفرنسا".
وتوضح المصادر: إن الورقة التي أعطتها ايران لماكرون، هدفها تعزيز موقف الآخير في الدول الخليجية وتحديدا السعودية، بشأن الملفات الاقتصادية من النفط وشراء الأسلحة إلخ.. وطبعا، سيكون لإيران حصصا من الصفقات التي تُبرمها فرنسا، خصوصا تلك المتعلقة بالنفط.
وتشير إلى أن " التسويات الإيرانية – الفرنسية في المنطقة، وتحديدا لبنان، هدفها تعزيز النفوذ الاقتصادي لكل منهما في الشرق الأوسط على حساب باقي الدول. ولهذا السبب، نرى أن فرنسا محايدة نوعا ما عن الصراع القائم حول المفاوضات النووية".
وتضيف: لا شك أن التسوية التي عُقدت بين ايران وفرنسا، والتي أدت لاستقالة قرادحي، سيكون لها تباعات لتسوية جديدة، تقضي بقبع المحقق العدلي القاضي طارق بيطار مقابل استئناف جلسات مجلس الوزراء في ضوء ما يتردد عن مخرج حكومي سيبصر النور قريبا.
وتختم: من يراقب تطورات الميدان اللبناني اليوم، يلاحظ أن المرحلة المبقلة ستشهد على صراعات نارية، إن لجهة حلّ الازمة القضائية، أو لجهة تنفيذ مطالب الخليجيين بضبط الحدود اللبنانية وفرض الأمن والاستقرار وتنفيذ القرارات الدولية.