منذ ألفَي سَنَة هرّبتموني يوسفَ وأنتِ من سجلّ ولاداتِ الأمبراطورِ الروماني. أباطِرَةٌ كثرٌ في لبنان يريدونَني في سجلّ الوَفيات يتَمنونَ لو لَم أولَد باعوا جماجِمهُم للشيطان. وجّهتُ لهم رسالةً صارِمَةً من الهيكل منذ ألفَين وأحد وعشرين سنة غاضِباً دخلتُ عليهم بالعَصا خِلتُ رسالتي وصلَتْ لكن تجّارَ الحَمامِ في هذا الزمنِ يا أبي أكثرُ صلافةً ووقاحة. يشترونَ الكراسي بالوطن إليَّ بسَوطي يا أبي في هذا الزمان واجعلهُ يعلِّمُ أثلاماً على أجسادِهِم.الله والمالُ يا أبي.
أوقَحُ طبقةٍ من الفريسيينَ الجُدُد تتوهّمُ أنها قادرةٌ على عبادتِهما معاً فهل تُشتَرى الجنّةُ بالدولار؟ سأجعلُ من خرمِ الإبرةِ أكثَرَ ضيقاً فَلا يدخلَ منها أحدٌ من هؤلاء. الجِمالُ والفقراءُ والأطفالُ والشّهداءُ والبُسَطاءُ سيكونونَ إلى يميني أما هم فمصيرُهُم مصيرُ لصِّ الشِّمال. أبشِّرُهم فلا يتّقون لا عجائبي ردّتهُم إلى الصّواب ولا مجيئي إلى مغارتِهِم اللبنانيَّة جعلهُم يَتَّقون. كُتِبَ أنَّ الرومانَ أدانوني واليَهودَ صَلَبوني زعماءُ لبنان نافسوا اليهودَ والرومانَ بقسوَتِهِم. يصلبونَني وأنا طفلٌ في مِذودي يا أبي.
غداً أبحثُ عن جبلِ زَيتونٍ في لبنان لأخاطِبَهُم لَن يُبقوا على زيتونَةٍ خضراءَ أخاطِبُهُم من جِذعِها. حَرقوا كلَّ البساتين لإشعال مواقِد عهرِهم. كلمتي تُحيي وكلامُهُم يقتُل معظمُ نسائِهِم مجدليَّاتٌ لا يعرِفنَ التَّوبةَ تأنفُ رِجلايَ من غسلهِما بأياديهنَّ فَليُرجَمنَ بأكثَرَ مِن حَجَر. أقمتُ لَهُم إليعازَر من بين الأموات فما صَدَّقوا ولا ارتَدَعوا.
"يَواضيس" يَحومونَ حولَ مذوَدي يا أبي. يبيعونَني عند الصيارِفَةِ طِفلاً قبل أن أكبُر. يُضيئونَ الشّجرةَ ويُطفئونَ قلوبَهُم. الإسخَريوطي أوفَى منهم هوَ باعَني بِقبلَةٍ فشَنَقَ نفسَه. هم باعوني بالسلطة مثل قيافا رئيسِ كهنةِ اليهود فشَنَقوا الضّمير. أتباعُه يا أَبَتاه ينشَطونَ في هذه الأنحاء.
اخترتُ اثنَتَي عشرَ رجلاً يكرُزونَ باسمي. اختاروا جحافِلَ من المرتزقةِ يكرزونَ باسمِهِم. يجمعونَ لهم المالَ بالأكياس ويحلفونَ زوراً بإسمي. مِن صِغارِ السّمكِ أطعمتُ الجياع أكلوا الحيتانَ ولم يتركوا للفقراءِ الحَسَك. هل يستحقّونَ شفاعَةَ أمّي؟ لا حريصا تعرفُهُم ولا سيدة فاطيما ولا أي تسعاويّة ستستَجيبُ لهم.
يا أَبَتِ، غداً عندما أكبُر لا تَدَعْ أحداً منهم يمسُّ ثَوبي. لا أريدُهم أن يَشفَوا بإسمي فَيجدّفوا بي وبِمن أتى مِن بعدي عندَ أوَّل نشوةِ كرسي عِنْدَ أوَّلِ سلطةٍ وأوّلِ موقعِ حُكم. أسامِحُ كلَّ بني البشر المجدّفونَ والكَذَبَة شأنٌ آخَر.
خارجَ مغارتي في لبنان بدأتْ قبورُ الفريسيين تتكدّس. كلُّهم يتملّقوني. يملأون نواويسَهم ذهباً وفضَّةً وهم نَتِنونَ من الدّاخِل. أبعِدْ عنّي هذه الكأسُ يا أبتاه. أسوأُ ما يمكنُ أن ينتظرَني أن أقدّمَ لهؤلاء حياتي على الصّليب فيقابلوني برمحٍ مُخَلَّلٍ في خاصِرَتي أنا سَقَيتُ السامريَّة ماءً زلالاً. هم بَخلوا على أهلِهِم بفلسِ الأرملة.
بردٌ في مغارتي يا أبتاه. حتّى ملوكُ المجوسِ أضاعوا طريقَهم إلى مغارَتي. هنا الكهرباءُ مقطوعةٌ ومريم ترتجفُ ويوسف يبكي. حتّى العلفُ والقشُّ صارا هنا بالدولار لولا ألوهَتي لقتَلَ السياسيون في لبنان عيد ميلادي.
أنا لَم آتِ لأدينَ العالَم بَل لأخلِّصَه. جرّبتُ كلَّ عقاقيري مَع هؤلاء. اخترتُ بطرسَ صَخرَتي ليقولَ لَهم بأني لا أتباطأُ عن وعدي كما يحسبُ قومُ التباطؤ، لكني أتأنَّى عليه ولا أشاءُ أن أُهلكَهُم بل أن يُقبلوا إلى التوبة. ظنّوا تَساهُلي ضعفاً وما تابوا.
أسمَعُ خارجَ مغارتي شعباً يتكلّمُ لغات عديدة. يُفهَمُ على بابِل ولا يُفهَمُ عليهم. قليلاً وأبدأُ تبشيري في هذه الأصقاع. لا أرتَجي الكثير. يحضّرونَ مراسِمَ جلجلَتي في هدايا مفخَّخَة تحت شجرةِ الميلاد. أحضّرُ تدميرَ هياكِلَهم صارخاً: أغفِرْ لهم يا أَبَتاه لأنهم لا يدرونَ ماذا يفعلون!
"يَواضيس" يَحومونَ حولَ مذوَدي يا أبي. يبيعونَني عند الصيارِفَةِ طِفلاً قبل أن أكبُر. يُضيئونَ الشّجرةَ ويُطفئونَ قلوبَهُم. الإسخَريوطي أوفَى منهم هوَ باعَني بِقبلَةٍ فشَنَقَ نفسَه. هم باعوني بالسلطة مثل قيافا رئيسِ كهنةِ اليهود فشَنَقوا الضّمير. أتباعُه يا أَبَتاه ينشَطونَ في هذه الأنحاء.
اخترتُ اثنَتَي عشرَ رجلاً يكرُزونَ باسمي. اختاروا جحافِلَ من المرتزقةِ يكرزونَ باسمِهِم. يجمعونَ لهم المالَ بالأكياس ويحلفونَ زوراً بإسمي. مِن صِغارِ السّمكِ أطعمتُ الجياع أكلوا الحيتانَ ولم يتركوا للفقراءِ الحَسَك. هل يستحقّونَ شفاعَةَ أمّي؟ لا حريصا تعرفُهُم ولا سيدة فاطيما ولا أي تسعاويّة ستستَجيبُ لهم.
يا أَبَتِ، غداً عندما أكبُر لا تَدَعْ أحداً منهم يمسُّ ثَوبي. لا أريدُهم أن يَشفَوا بإسمي فَيجدّفوا بي وبِمن أتى مِن بعدي عندَ أوَّل نشوةِ كرسي عِنْدَ أوَّلِ سلطةٍ وأوّلِ موقعِ حُكم. أسامِحُ كلَّ بني البشر المجدّفونَ والكَذَبَة شأنٌ آخَر.
خارجَ مغارتي في لبنان بدأتْ قبورُ الفريسيين تتكدّس. كلُّهم يتملّقوني. يملأون نواويسَهم ذهباً وفضَّةً وهم نَتِنونَ من الدّاخِل. أبعِدْ عنّي هذه الكأسُ يا أبتاه. أسوأُ ما يمكنُ أن ينتظرَني أن أقدّمَ لهؤلاء حياتي على الصّليب فيقابلوني برمحٍ مُخَلَّلٍ في خاصِرَتي أنا سَقَيتُ السامريَّة ماءً زلالاً. هم بَخلوا على أهلِهِم بفلسِ الأرملة.
بردٌ في مغارتي يا أبتاه. حتّى ملوكُ المجوسِ أضاعوا طريقَهم إلى مغارَتي. هنا الكهرباءُ مقطوعةٌ ومريم ترتجفُ ويوسف يبكي. حتّى العلفُ والقشُّ صارا هنا بالدولار لولا ألوهَتي لقتَلَ السياسيون في لبنان عيد ميلادي.
أنا لَم آتِ لأدينَ العالَم بَل لأخلِّصَه. جرّبتُ كلَّ عقاقيري مَع هؤلاء. اخترتُ بطرسَ صَخرَتي ليقولَ لَهم بأني لا أتباطأُ عن وعدي كما يحسبُ قومُ التباطؤ، لكني أتأنَّى عليه ولا أشاءُ أن أُهلكَهُم بل أن يُقبلوا إلى التوبة. ظنّوا تَساهُلي ضعفاً وما تابوا.
أسمَعُ خارجَ مغارتي شعباً يتكلّمُ لغات عديدة. يُفهَمُ على بابِل ولا يُفهَمُ عليهم. قليلاً وأبدأُ تبشيري في هذه الأصقاع. لا أرتَجي الكثير. يحضّرونَ مراسِمَ جلجلَتي في هدايا مفخَّخَة تحت شجرةِ الميلاد. أحضّرُ تدميرَ هياكِلَهم صارخاً: أغفِرْ لهم يا أَبَتاه لأنهم لا يدرونَ ماذا يفعلون!
التصنيفات :
سياسة