كلمة عون.. رسالة لحزب الله لا للبنانيين!

 

كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو": 

"على أحرّ من الجمر"، انتظر اللبنانيون مساء الاثنين كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون المتلفزة، نظرا للضجة التي أثيرت قبل كلمته. 

إذ، كثر الحديث في الـ24 ساعة، ما قبل إلقاء الخطاب الرئاسي، عن "قنبلة ما" سيفجّرها العماد هذه المرة، وراح البعض يؤكد ويجزم بأن سيّد بعبدا أخيرا سيُصعّد ويُسمي الأمور كما هي وبأسمهائها، للمرة الأولى  منذ دخوله قصر بعبدا عام 2016. 

إلا أن الرسالة أتت أقلّ من عادية. ولم تحمل أي جديد، سوى بعض العناوين الفضفاضة التي من شأنها أن تخدم التيار الوطني الحرّ في الانتخابات النيابية المقبلة، من طرح الاستراتيجية الدفاعية إلى تطبيق اللامركزية الإدارية ووضع سياسة مالية موسعة والتساؤل عن ضمان الشيخوخة، بحسب قول مصارد سياسية معارضة. 

وفي حديث لـ"ليبانون نيو"، تشير المصادر إلى أنه " صحيح أن عون صوّب، ما بين السطور، سهامه نحو الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله، وحمّلهما مسؤولية تعطيل  مجلس الوزراء، وإدخالهما لبنان في صراعات خارجية، لا علاقة لنا بها، وقضائهما على وحدة الدولة، ولكنه بمجرّد امتناعه عن تسمية الحزب بالاسم فهذا يعني أن الخُطاب لم يكن سوى لإرسال سائل مبطنة للحليف الاسترايجي للتيار الوطني الحرّ". 

وترى أنه " لو كان حقا يريد الرئيس عون إقرار الاستراتيجية الدفاعية، لكان فعلها منذ توليه الرئاسة ودافع عنها بشراسة ونفّذ القرارات الدولية 1701 و1559. ولكان أيضا دافع عن مطالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بفرض سياسة النأي بالنفس لتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية". 

وتتابع: كما أن من وضع سلسلة الأسئلة في خطاب للرئيس، والشكاوى من أهل المنظومة، وضعت رئيس الجمهورية في موقف محرج أمام اللبنانيين، الذين باتوا يدركون أن التيار الوطني أكثر طرف فاسد في الحكم، بسبب سياساته العشوائية والتحاصصية في وزارة الطاقة.

وعليه، لم تكن تهدف الكلمة أمس إلى كشف الحقائق، بل للمساومة على سيادة لبنان ومؤسسات الدولة مع حزب الله، بحسب المصادر، والكلام عن الاستراتيجية الدفاعية وغيرها ما هي إلا رسائل تهديدة مبطنة للحزب، والتي تتضمن إما فكّ التحالف والوقوف إلى جانب المعارضة لكسب ثقة الشارع المسيحي من جديد أو ترميم اتفاق مار مخائيل بما يُرضي الطرفين. وكل ذلك من أجل ضمان وصول الصهر إلى سدّة الحكم. 

وتختم: بمعنى أوضح. أراد عون القول للحزب إما الحرب السياسية أو الاتفاق من جديد. وكل ما قيل بالأمس، لا يُمثّل  صحوة ضمير، إنما من أجل الوصول إلى الانتخابات النيابية بأقلّ خسارة ممكنة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...