بعد الخسائر السياسيّة والشعبيّة التي راكمها طوال السنوات الماضية، يبدو أن "التيّار الوطني الحر"، قد اختار أقصر الطرق لاستعادة بعضٍ أو جزءٍ من هذه الخسائر من خلال إيجاد خصمٍ سياسيٍ جديد، ليُحيك حوله قصّة "ليلى والذئب" لكن بسردٍ سياسيّ هذه المرّة وقد رشّح "التيّار" في روايته الجديدة "حزب الله"، للعب دور الذئب الذي صادق ليلى (التيار الوطني الحر) بعدما رسم لها الطريق، لبلوغ منزل جدتهاـ سالكاً الطريق الأقرب للإنقضاض على ليلى والجدّة.
وقد قرّر "التيّار" هذه المرّة، أن يثأر من الذئب باعتبار أنه تعرّض للخداع طيلة السنوات الماضية.أمّا على ضفّة "حزب الله"، فالرواية هنا تختلف عمّا هي عليه عند الحليف الماروني الذي منح "الحزب" وسلاحه، غطاءً لبنانياً خارج القيد الشيعي، فكان أن شكّل له ضمانةً وحمايةً في مواجهة الخارج.
فالحزب يمضي في ممارسة سياسة "العضّ على الجرح"، كما تؤكد مصادر سياسية مُطلعة على أجواء العلاقة بالطرفين، إذ ترى أن رئيس التيار جبران باسيل، قد وصل إلى مرحلةٍ يحتاج فيها إلى هدفٍ من خارج البيئة المسيحية ليصوّب نحوه إنتخابياً، وذلك بعدما لمس بأن التصويب نحو الأحزاب المسيحية فاقم حجم خسارته، وتحديداً نحو "القوّات اللبنانية"، التي سحبت مع المجتمع المدني حتّى اليوم، من تحت "بساط" باسيل، ما يكفي لخسارته أكثر من نصف عدد نوّابه.
وتُتابع المصادر أن "حزب الله" بالنسبة إلى باسيل ولمجموعة من حوله، هو الخاصرة الأضعف مارونياً ، بحيث يستطيع تحميله كلّ أسباب فشله السياسي، خصوصاً وأن الحزب هو المُتهم الأبرز والأوحد، بتعطيل الحياة السياسية في لبنان، كما أنه مسؤولٌ إلى حدّ ما، عن وصول الوضع الإقتصادي إلى ما هو عليه اليوم، ولا يجب أن ننسى، بأنه قد أصبح لدى "التيّار الوطني الحر" ، جناح "صقورٍ" لا يأتمر لا من باسيل ولا من رئيس الجمهورية حتّى، بل يسير بحسب متطلبات ورغبة الجمهور "البرتقالي"، وهذا ما يفسّر الهجوم المتواصل الذي يشنّه قادة "التيّار" ضد "الحزب"، المُنكبّ على تحصين المُجتمع الشيعي، منعاً لأي خرق أو انشقاق، يُمكن أن يودي بالتركيبة كلها".
أمّا بالنسبة إلى "حزب الله"، فتُشير مصادر مقرّبة منه، إلى "أنه ما زال يتعاطى حتّى الساعة مع خروقات باسيل، على أنها مسائل يُمكن مُعالجتها عبر قنوات التواصل بين الفريقين، لأن ما يجمع بين الأكثرية السياسية اليوم، يعلو فوق أي حدث أو تصريح، طالما أن الأساس هو الحفاظ على هذه الأكثرية والمجيء بمجلس نوّاب، غير خاضعٍ لقوى الخارج ولا يأتمر من السفارات، مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار أن الحزب يُمارس أقصى درجات الحكمة حتّى مع حلفائه، على قاعدة "الصبر والبصيرة"، حفاظاً على هذه العلاقات وحفاظاً على الإستقرار السياسي، ولو أن هذا الأمر لا يعكس رغبة جزءٍ كبير من جمهوره".