حالة ارباك في صفوف التيار... وما علاقة الازمة الخليجية؟


 كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو":

للمرة الأولى، منذ انطلاقة العهد "القوي، مرّت ذكرى انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون من دون أي احتفال أو ضجيج، أو حتى إلقاء كلمة تلفزيونية بهذه المناسبة، على الرغم من أنها السنة الأخيرة لولاية البرتقاليين. 

إذ، اكتفى جمهور التيار ونوابهم، ورئيسهم، ببضعة تغريدات سطحية، غير مجدية، بدت لكثيرين وكأنها سطور مربكة ومحبطة. 

ولعلّ السبب لهذا الانطواء العونيّ غير المسبوق، يكمن في المصادفة بين تاريخ ذكرة انطلاقة هذا العهد المشؤوم والأزمة الدبلوماسية الصادمة في العلاقات التاريخية بين لبنان ودول الخليج، وتحديدا المملكة العربية السعودية.

وما أثار غضب المعارضين للعهد، هو صمت التيار الوطني الحرّ، وعدم تحركه لمساندة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاحتواء هذه الأزمة التاريخية ومعالجتها، بحيث لم يصدر عن هذا التيار أيّ موقف واضح وحازم، باستثناء ذلك الذي ورد في بيان هيئته التأسيسية قبل أيام عدة، والذي كان يُعبّر عن عموم العلاقات فقط. 

هذا الموقف المحايد من الأزمة المستجدة مع الخليج، رسمت علامات استفهام عدة لدى الرأي العام اللبناني والعربي، حول ما إن كان رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل، راضيين عن قطع هذه العلاقات من عدمه، خصوصا وأن أولى المطبات في العلاقات مع العالم العربي كانت منذ بضعة أشهر حين شمِت وزير الخارجية التابع للعهد، شربل وهبة العرب وتقاليدهم. 

فهل اتخذ العهد سياسة النأي بالنفس هذه المرة؟ أم أنه أعلن الاستسلام لمقررات حلفائه؟ 

للحصول على جواب دقيق وجازم، اتصل موقع ليبانون نيو بعضو تكتل "لبنان القوي"، النائب آلان عون، لربما قد يوضّح المسألة ويزيل علامات الاستفهام من مخيّلة اللبنانيين. 

إلا أن الأخير استنفر، باعتباره أن البيانات الصادرة عن الهيئة السياسية للتيار الوطني الحرّ، كفيلة للرد على أجوبتنا، واللبنانيين. 

وذكّر بأن الرئيس عون يعمل بكل جهد وتنسيق وتعاون مع رئيس الحكومة، في محاولة لـ"احتواء" الخلاف، لافتا إلى أن " علاقات التيار مع دول الخليج ممتازة من البداية لأنها مبنية على الاحترام المتبادل.

أولويّات "التيار"! 

رغم ذلك، بات من الواضح أنّ "التيار" وضع مسافة بينه والأزمة المستجدّة، لتفادي الوقوع بأي موقف متعثّر ممكن أن يخلق إشكال معيّن مع حلفائه أو المعارضين له، وهو ما سيُخسرهم المزيد من الأصوات في الانتخابات النيابية المقبلة، بحسب ما تقول مصادر سياسية. 

وفي حديث لـ"ليبانون نيو"، تشير المعلومات إلى أن " قياديي التيار يعتمدون اليوم سياسة شدّ الحبال من جهة، وإرخائها من جهة أخرى، بحيث يوجهون الانتقادات لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، المُتّهم بتأزيم المشكلة مع الخليج، وذلك سبب رفضه استقالة وزيره الفضيل جورج قرداحي، إلا أنهم في الوقت نفسه يقفون جانبا من دون التحرّك لفتح آفاق إيجابية باتجاه إيجاد الحلول اللازمة". 

وكل ذلك، من أجل الانتخابات النيابية حكرا، تقول المعلومات، لأنها تُعتبر الأولوية بالنسبة إليهم في الوقت الراهن، خصوصا وأن استطلاعات الرأي، في كل مرة تأتي عكس توقعاتهم. 

وتختم: من الواضح أن "التيار"، بات يفضّل اليوم التزام الصمت إزاء الأزمات، ليتفادى أي خطأ غير محسوب من شأنه أن يعقّد أموره أكثر مما هي معقدة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...