حتى "أمل" تخلّت عنه... الأزمة الدبلوماسية تعزل حزب الله داخليا!


 كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو": 

لا تزال الازمة الدبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، مستفحلة إلى حد كبير، على الرغم من تحرّك بعض الدول العربية والغربية الجديّ لايجاد الحلول اللازمة لهذا الموضوع. 

واللافت في هذه الازمة، هي الجبهات المتنوعة التي فُتحت بوجه حزب الله، المُتهم الرئيسي بجرّ لبنان إلى قعر الهاوية، وبعزله عن واقعه الجغرافي والثقافي، وعن دوره ومكانته في المجتمعين العربي والدولي. 

فبعدما علّا رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الصوت عاليا بوجه حزب الله، ها هو حليف الحزب الاستراتيجي والدفاعي يشهر كرته الأحمر بوجهه. 

إذ، نشر رئيس الجمهورية ميشال عون تغريدة عبر تويتر جاء فيها: الأبرياء لا يخافون القضاء. وكما قال الإمام علي "من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومَنّ من أساء به الظن". 

وليس هذا فقط، فقد دعا تكتل "لبنان القوي"، خلال اجتماعه الأسبوعي، الحكومة إلى أن تستعيد اجتماعاتها سريعًا انطلاقًا من مبدأ الفصل بين السلطات، معتبرًا أنّ التعطيل الحاصل على خلفية التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت بات في حدّ ذاته "جريمة موصوفة في حق اللبنانيين لا مبرّر لها على الإطلاق. وهي رسالة واضحة لوقوف التيار أيضا بوجه مقررات الحزب. 

وهنا، يأتي السؤال.. هل اتُخذ القرار بعزل حزب الله داخليا، لفكّ عزلة لبنان الخارجية؟ 

في هذا السياق، تلفت مصادر سياسية إلى انه " لا يمكن التعويل على جبهات التيار الوطني الحرّ، وآرائهم المتناقضة، لأن قيادتهم غالبا ما تعود إلى مربعها الأساسي منكسرة.. أي إلى حضن الضاحية". 

وترى، في حديثها لـ"ليبانون نيو"، أن " تراجع شعبية التيار، والبرودة التي دخلت في علاقته مع حزب الله، الذي يبدو بات يُفضل رئيس تيار المردة بدلا من صهر العهد، هو ما جعل أمر المواجهة واقعا مفروضا، وذلك ليكسب البرتقاليون مودّة المسيحيين من جديد". 

وعلى الرغم من ذلك، من الواضح أن حزب الله دخل في مرحلة الخطر، وفق المصادر، فمعظم حلفائه تخلوا عنه، ولم يقفوا بجانبه في مواجهة السعودية وحلفائها في لبنان... حتى حركة أمل لم ترد خوض أي اشتباك سياسي او اعلامي مع  السعودية، كون العلاقة تاريخية وأكثر من جيدة بين الطرفين.

 ولا تستبعد أن " يكون جنبلاط قد استمدّ قوته بالمواجهة، من خلال صمت صديقه التاريخي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما سمح له رفع السقف عاليا بوجه حزب لله". 

وتلفت إلى أن " لا تيار المردة ولا الحزب الديمقراطي او التوحيد العربي، قادرين اليوم على حماية حزب الله من عزلته الداخلية، لأنهم لا يمثلون سوى شريحة بسيطة جدا من الشارعين المسيحي و الدرزي". 

وتختم: هكذا بات حزب الله وحيدا في الساحة اللبنانية، ومحاصرا من كل الجبهات والشوارع، من دون وجود أي حليف قوي قادر على الوقوف إلى جانبه في هذه المحنة. ولكن، هل يستطيع الحزب الصمود أكثر؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...