بهذه الخطوات... يمكن للحريري إعادة الثقة المحلية والعربية به!


كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو": 

تكثر التساؤلات اليوم حول واقع تيار المستقبل السياسي والمناطقي اليوم، خصوصا وأنه حتى تاريخ الساعة لم يتضح أمام الرأي العام اللبناني، ما إن كان الرئيس سعد الحريري سيعود إلى البلاد ليتحضر لخوض الانتخابات النيابية المقبلة من عدمه. 

 إذ، يرى البعض أن الضربات القاصمة التي تلقّاها الحريري على مدى السنوات الماضية أدّت بشكل أو بآخر الى اخراجه من الحياة السياسية بصورة كاملة، مع العلم أن الساحة اللبنانية التقليدية لم تتغير حتى الآن، وهي لا تزال محافظة على الزعماء التقليديين، المرفوضين حتى في عالم السياسة. 

ولكن، إذا أراد الحريري استعادة قوّته السابقة، ماذا عليه أن يفعل في المراحل المقبلة؟ 

بحسب مصادر مطلعة إن " تيار المستقبل يعيش في أزمة جدية، تتمثل بفقدان الثقة الخليجية، وتحديدا المملكة العربية السعودية، وهو ما يُفقده في الوقت نفسه الدعم الدعم السياسي المطلوب للنجاح في الانتخابات النيابية المقبلة". 

وفي حديث لـ"ليبانون نيو"، ترى أن " الغطاء السياسي للتيار الأزرق ممكن ان يتوفّر، في حال تمكن الرئيس سعد الحريري من فكّ "الفيتو" المسيطر على عدد من القضايا السياسية العالقة في الداخل، ليصبح من جديد مرجعاً سنيا قويا على أرض الواقع". 

إذ، يلفت إلى أن " علاقة المستقبل مع الدول العربية، مثل مصر والإمارات، ومظلّة الدعم المتوفرة للتيار عبر هذه الدول، حتى لو أنها استطاعت حلّ أزماته المتراكمة في فترة سابقة وتعاونت معه على الصعيد السياسي خلال مرحلة تشكيل الحكومة وحتى على الصعيد المالي، الا أنها لا تفيد على أرض الواقع المأزوم سياسيا، وغير قادرة على ملء الفراغ السعودي في لبنان عموما، وفي الشارع السنيّ خصوصا ما يعني أنه لا يمكن ترميم أي وضع في البلاد ما لم يتم إعادة العلاقات بين الرياض وبيروت من جهة، وبيت الوسط من جهة أخرى، إلى سابق عهودها". 

وبالتالي، على تيار المستقبل التوجّه من جديد لإثبات نفسه كقوة سنية لا يمكن لأحد منافستها، ليستطيع إعادة لمّ شمل الطائفة تحت جناحيه، وفق المصدر، لكي يتمكن التيار من تحقيق الأهداف المرجوّة في الانتخابات النيابية المقبلة، للقول أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي أيضا، أنه لا يزال يتمتع بالأغلبية السنية الساحقة. 

ويشير إلى أنه " بهذه الطريقة، ممكن حينها إعادة لفت أنظار الرياض باتجاه بيت الوسط، لربما حينها تتغيير المعادلة ويُعاد صياغة التعامل الاستراتيجي مع الحريري، لتستعيد الممكلة العربية السعودية من جديد نفوذها المعروفة في لبنان". 

وتختم: "يبدو جليا اليوم أن تيار المستقبل يدرك جيدا الخطوات التي يجب أن يخطيها لإعادة تثبيت قوّته على الساحة اللبنانية والعربية، بحيث بدأ أخيرا بكسر جليد خلافتها مع الأطراف المعارضة للعهد وحزب لله، وهو ما ينسجم مع المتطلبات العربية. وإذا أعاد الحريري اندماجه السياسي مع الأفرقاء السياديين في لبنان يمكنه حينها من فرض شروطه من جديد على طاولة الحوارات من جهة، واستعادة الثقة العربية من جهة أخرى".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...