"تَململ وإرباك" داخل الطائفة الشيعيّة


 لا تزال الأزمة بين "حزب الله" ودول الخليج تًرخي بتداعياتها السلبيّة على جميع اللبنانيين، وبشكلٍ خاص على الجمهور الشيعي وسط خشية كبيرة من ارتدادات يُمكن أن تنعكس على الجالية الشيعية في عدد من دول الخليج، لا سيما دولة الإمارات العربية حيث النسبة الأكبر من هذه الجالية.

وفي السياق، تكشف مصادر خاصة، أن مجموعة لقاءات عُقدت بين "الثنائي الشيعي" خلال الأيام الماضية للبحث في إمكانية التخفيف من النتائج السلبية التي يُمكن أن تنعكس على شيعة لبنان جرّاء الأزمة، إلاّ أن إصرار "حزب الله" على المضي بوتيرة التصعيد أدى إلى فشل هذه المحاولات . 

وبحسب ما تُشير المصادر فإن الأزمة قد انعكست بشكل فعلي لدى قسم من الشيعة "المُعتدلين" وهم الأقرب إلى حركة "أمل" من الحزب من حيث النظرة إلى طبيعة لبنان ونهائيته، بالإضافة إلى مفهوم الدولة والمواطنة.

وتكشف المصادر أن "إلغاء تأشيرات الدخول إلى المملكة العربية السعودية للبنانيين، بدأت آثاره تظهر عند القسم "المعتدل" من الشيعة من خلال التراجع الملموس في تجاراتهم وأعمالهم في بعض دول الخليج سواء معنوياً أو مادياً. 

وقد انعكس هذا الأمر، حالةً من التململ داخل الطائفة الشيعيّة حيث تعلو الشكاوى في العديد من المناطق نتيجة ممارسات "حزب الله" وأخرها الكشف عن شبكة تمويل له في دولة الكويت، وهو ما يجعلهم يحملون وزر هذه الممارسات التي تجعلهم أيضاً، في مواجهة مُباشرة مع بقيّة المكوّنات اللبنانية.

وبحسب المصادر فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدداً من وزرائه ونوّابه، كانوا عبّروا خلال الفترة الماضية أمام مسؤولين من الحزب، عن خشيتهم من توسّع رقعة الأزمة وتمدّدها من خلاف "شيعي ـ سعودي إلى خلاف شيعي ـ خليجي ومن ثم خلاف شيعي ـ عربي ومن أن تتحول الطائفة الشيعية في لبنان إلى فئة منبوذة محلياً وخارجياً.

وترى المصادر نفسها، أنه "وبطريقة غير مُباشرة، فإن الأزمة مع الخليج خلقت نوعاً من الإرباك داخل الطائفة الشيعية المنقسمة أصلاً على ذاتها بسبب ممارسات الحزب ، فهناك خشية عارمة من أن تطال الأزمة مسألة التحويلات المالية في ظلّ وجود عائلات تتلقى مساهمات ومساعدات مالية من أقارب لها يعملون في عدد من الدول الخليجية."

وتلفت المصادر إلى " مُحاولات عدة يسعى الرئيس بري من خلالها للحلّ مع السعودية، عبر قنوات ديبلوماسية وسياسية دوليّة ومحليّة، كونه يُدرك أن ما جرى لا يصبّ في مصلحة أي طرف لبناني ، وهو قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الطائفة الشيعية في دول الخليج. 

وذلك بالإضافة إلى دور فرنسي متواصل يعمل على خط التهدئة وسط بروز بعض الإيجابيات الطفيفة، التي من شأنها تأجيل بعض القرارات المؤلمة التي تنوي السعودية اتخاذها بحق لبنان."

وأبرز ما كشفته المصادر، أن الخلافات تتسرّب بشكل كبير إلى صفوف القاعدتين الشعبيتين ل"الثنائي الشيعي" والتي بدأت تنحو باتجاه إصرار البعض وخصوصاً جمهور "أمل" على عدم المشاركة في الإنتخابات النيابية المُقبلة لكي لا يُساهم بالتصويت لأسماء مرشحين من "حزب الله". 

وقد أدّت هذه الأجواء، إلى تأليف لجان خاصّة من "الثنائي" لترطيب الأجواء وتقريب وجهات النظر، حتّى لا يستغلّ الخصوم هذه الخلافات بشكل يُمكن أن يؤثر على النتائج في صناديق الإقتراع.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...