لبنان "القديم" استشهد و"الجديد" ليس لنا!

 


أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

كلّ دول المنطقة تمضي في أدوارها، وتوضّح حصصها، وتسير في دروب النّهوض والتنمية، إلا لبنان الذي يقف وحيداً وخائباً في النّظر الى كلّ ما حوله، بعدما فقد كلّ أدواره.

فدورنا المهمّ على مستوى موقعنا الاستراتيجي على البحر المتوسّط فقدناه، منذ ما قبل انفجار مرفأ بيروت، وذلك بفعل الفوضى و"المشبوهات" التي تحكّمت وتتحكّم بلبنان، والتي جعلت منه ممرّاً و"مُستَقَرّاً" لـ "ممنوعات" إقليمية، وسط فساد كبير، وسرقات، وتزوير، وسيطرة حزبية غير شرعيّة.

تهريب

فيما دورنا المالي فقدناه أيضاً، مع الأمل بأن نصبح ممرّاً مالياً في الشرق الأوسط، وذلك بفعل "الدّمار" الذي أصاب قطاعنا المصرفي، والذي يحتاج الى الكثير من الوقت لترميم ثقة الداخل به، قبل الخارج.

أما دورنا الطبي، والتربوي، والسياحي، والترفيهي... فحدّث ولا حرج، بعدما بنى الكثير من الدول العربية استراتيجيات واستراتيجيات لها على تلك الصُّعُد، منذ سنوات، بينما كنّا نحن نتلهّى بجولات القتال هنا، وبالفراغ الرئاسي والحكومي والبرلماني هناك، وبتهريب البضائع والسّلع والأسلحة عبر حدودنا.

كراهية

وحتى دورنا كديموقراطية شرق أوسطية، وكبلد للتسامح الديني، انتهى، بفعل الورش الإصلاحية والتشريعية و"العقائدية" في العديد من الدول العربية، فيما يبكي بعض اللبنانيين على أطلال "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"، التي لم تبصر النّور، كنتيجة طبيعية لسطوة الكراهية والعنف والرّغبة الدائمة بإشعال الحروب، على القرار اللبناني السياسي والعسكري.

صيانة

أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار الى أن "الدور الذي كان للبنان في الستينيات وبداية السبعينيات لم يَعُد موجوداً، سواء كان ذلك من الناحية الإقتصادية، أو على مستوى دور  المرافىء اللبنانية في استقبال الصادرات الى الدول العربية، أو في كل ما يتعلّق بالقطاع المصرفي، كملاذ للكثير من المال العربي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عَدَم سلوك الطريق المناسب على صعيد صيانة ورشة الإعمار والإنماء، التي أطلقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد انتهاء الحرب الأهلية، وذلك بسبب عدم تطبيق القوانين والإصلاحات، ساهم بمزيد من فقدان لبنان لأدواره".

2000

وشدّد الحجار على أن "التعثّر اللبناني أكمل أكثر مع "حزب الله" الذي أصرّ هو ورعاته، على الاحتفاظ بسلاحه، بعد تحرير الجنوب في عام 2000، وعلى تحويله من سلاح تحرير الى سلاح يخدم توجّهات وتوجيهات المشروع الإيراني وأوامرة في المنطقة العربية، رغم علم الجميع بأن هذا المشروع يريد إحداث الخلافات وإثارة الفِتَن داخل الدول العربية، وتوسيع نفوذه وهذا ما أدّى الى حالة من الخصومة، أوصلت لبنان الى القطيعة مع الدول الخليجية".

لن نراها

وأكد الحجار أن "هذه العوامل مُجتمِعَة أوصلتنا الى ما وصلنا إليه. والمطلوب منّا اليوم هو الحدّ الأدنى، أي قيام الحكومة بالخطّة الإصلاحية، وبخطّة التعافي الإقتصادي، والتفاوُض بشأنها مع "صندوق النّقد الدولي"، والبَدْء بتطبيقها، ليتمكّن البلد من الوقوف مجدّداً".

وأضاف:"عودة لبنان الى أدواره السابقة لن نراها في أيامنا. فهي تحتاج الى وقت طويل، وربما يكون من الضروري إيجاد دور جديد للبنان، بعدما تطوّرت كل الدول المحيطة بنا بشكل مُتسارِع وكبير".

وختم:"ما كنّا نبيعه في السابق، ما عاد بإمكاننا بيعه اليوم، لا على الصّعيد الجامعي، ولا الطبّي. فما عاد لبنان جامعة العرب، ولا مستشفى العرب، ولا قُبلَة سياحية لهم. فضلاً عن أن استعادة الثقة بلبنان ليست سهلة بلا خطة التعافي الضرورية، وقبول "حزب الله" بالإجماع اللبناني على أن يضع سلاحه بتصرُّف الدولة اللبنانية، تمهيداً لوضع أُسُس الخروج من أزمتنا".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...