يطيِّرون الانتخابات أو ينفجر العنف!

 


كتب طوني عيسى في الجمهورية

ما كانت منظومة السلطة في لبنان تخبِّئه للانتخابات النيابية، تحت ستار المناورات السياسية والأمنية والقضائية، فضحته مجريات الحدث العراقي. فهذه الانتخابات إما أن تكرِّس السيطرة على البلد لسنوات مقبلة، وإما أن «تَطير» إلى أجل غير مسمّى. ومن له أذنان سامعتان فليسمع... دويَّ انفجار المسيَّرات في بغداد!

هواجس «تطييرِ» انتخابات الربيع، التي لطالما عبّر عنها المحلِّلون، ثَبُتَ اليوم أنّها في محلِّها. فمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جاءت لتقطع الشكّ باليقين، انطلاقاً من التوازي الدقيق للمسارين العراقي واللبناني، خصوصاً في العامين الأخيرين:

في البلدين عناصر الأزمة هي نفسها، حتى بالأسماء والهويات وطبيعة النزاع بين المحاور الإقليمية والدولية. وحتى انتفاضة 2019 هي نفسها اندلعت تزامناً في الخريف. وحتى تركيبةُ الحكومات وأزماتُ السلطة هي نفسها، والفسادُ والفقرُ والجوعُ مقابل الدولة المنهوبة هنا وهناك، والميليشيات التي تعمل خارج الدولة وداخلها في آن معاً… أو هي الدولة أيّاها ولذلك، تطرأ التحوُّلات هنا وتتكرّر هناك، أو العكس.

من هذه الزاوية، يجدر الاستنتاج أنّ ملامح العنف السياسي والأمني التي ظهرت في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة، على خلفية ملفات المرفأ وخلدة والطيونة والانتخابات وسواها، شكّلت بدورها إشاراتٍ إلى عنفٍ سيشهده العراق على خلفية الانتخابات وشرارة هذا العنف محاولة اغتيال الكاظمي. واستتباعاً لمشهد العنف العراقي، يمكن تَوقّع ما سيجري في لبنان، وخصوصاً في المحطة الأخطر، أي الانتخابات.

في العراق، شكَّلت الانتخابات صدمةً لإيران وحلفائها. فقد وجدت نفسها في زاوية محرجة: إما أن ترضخ لهزيمة مشروعها الإقليمي وإما أن تقاتل. وليس منطقياً أن يعتقد خصوم إيران أنّها ستستسلم في العراق، لا باللعبة الانتخابية ولا بأي وسيلة أخرى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...