استنفار في الشمال.. داعش إلى الواجهة والاهالي يتخوّفون!


الاجهزة الامنية كلها في حالة استنفار دائم، من مخابرات الجيش، الى الامن العام، وأمن الدولة، وشعبة المعلومات. فالاوضاع في البلاد تستدعي اليقظة والحذر الشديدين...هذا الاستنفار يأتي في سياق خطة الامن الوقائي المتبعة لدى هذه الاجهزة التي تكتشف بين حين وحين خلايا لفلول من الارهابيين متوارين في المناطق اللبنانية ينظمون خلايا نائمة.

وفي هذا السياق، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الاثنين الماضي، بعد متابعة حثيثة  تحديد هوية أحد اللبنانيين المنتمين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، والقت القبض عليه في عكار، وهو(ع. و )، من مواليد عام ٢٠٠٤، لبناني.

ويوضح بيان لمديرية قوى الامن الداخلي انه «بالتحقيق معه، اعترف انه اعتنق فكر تنظيم «داعش» الإرهابي، ثم بدأ يقوم بجمع مواد لتصنيع عبوات تفجيرية مصنعة محليا، تمّ ضبطها في مستودع قريب من منزله». أضاف البيان: «ان المذكور كان على تواصل مع شخص من التابعية السورية مقيم خارج لبنان ويدين بالولاء للتنظيم ذاته، وأنه كان ينوي استهداف أحد المراكز الدينية في عكار مستخدما لهذه الغاية دراجة آلية».


هذا الخبر، كان كافيا للاشارة الى ان الساحة اللبنانية لا تزال عرضة لاهداف المنظمات الارهابية، التي تتحيّن الفرص للانقضاض على البلاد من خلال التسلل الى الخاصرة الرخوة بين المناطق، وابرزها عكار والشمال، وان تلك المنظمات تضع الشمال تحت مجهرها وتحاول الاصطياد بالمياه العكرة، حيث الاوضاع المالية والمعيشية الخانقة ومآسي الفقر والجوع في ظل فقدان فرص العمل. وانهيار الليرة تجعل الشباب فريسة سهلة لهذه المنظمات التي تقدّم الاغراءات المالية، وتعزف على الوتر الطائفي، وتثير الغرائز المذهبية.

واعربت شخصيات شمالية عن مخاوف لديها من تسلل عناصر «داعشية» تحت ستار الاوضاع السائدة، والتي تقارب الفوضى في المناطق الشمالية التي تشهد توترات امنية شبه يومية، مما يثير الريبة عن خفايا وخلفيات هذه التوترات والاشكاليات، وعمليات الثأر، وانتشار مُلثمين على متن دراجات نارية يطلقون الرصاص على هذا وذاك، وتسجل احداث يومية من هذه الاشكاليات، سواء بعد غروب الشمس او تحت جناح الليل في شوارع طرابلس، مستغلّين العتمة، واحيانا في النهار غير مكترثين بملاحقة القوى الامنية لهم.

ويقول احد الفاعليات، انه يمكن الاشارة هنا الى ان بعض مرتكبي هذه الاحداث، يوقفون اليوم، ليخرجوا في اليوم التالي من التوقيف عبر وسطاء...

لم يكن توقيف «الداعشي» الوحيد في سلسلة مداهمات الاجهزة الامنية، انما سبقتها عمليات اخرى للاجهزة الامنية الاخرى كشفت خلالها عن بؤر وخلايا نائمة، وتشير اوساط محلية الى احتمالات شتى تزيد من المخاوف، وهي ان عمليات التهريب الحدودية لا تزال ناشطة رغم كل التدابير المشددة في ملاحقة شبكات التهريب، ومن شأن هذه العمليات ان تفضي الى تسلل ارهابيين الى الساحة اللبنانية والتخفي في القرى الحدودية، ومن جهة ثانية، فان فلول المنظمات الارهابية النائمة تعمل في الخفاء وتنشر فكر «داعش» بحجة حماية اهل السنة والجماعة، والدعوة الى اقامة «دولة الخلافة الاسلامية» وهو الحلم المستمر لهذه الجماعات الارهابية.

ازاء ذلك، تتحدث الاوساط عن اهمية رفع درجات الوعي واليقظة والتنبه الى المخاطر المحدقة بالبلاد جراء الافكار الارهابية العبثية الساعية الى تفجير الساحة اللبنانية من بوابة الشمال، ودعت الاوساط المرجعيات الدينية الرسمية الى لعب دورها في توعية المواطنين حيال تلك الافكار الظلامية المدمرة للمجتمع والبلاد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...