هل يثمر ذكرى الاستقلال جوًّا تفاؤليًّا بين الرؤساء الثلاثة؟


 عمر حنبجر - "الأنباء الكويتية"

ما كاد إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن الرغبة في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد قريبا، بالتفاهم مع الرئيس ميشال عون، يصل إلى العناوين المطلوبة، حتى سارع ثنائي ««حزب الله» و«أمل»، إلى إعلان التحفظ والرفض، ربطا بشرطيهما إبعاد المحقق العدلي طارق البيطار عن ملف التحقيق بتفجير المرفأ والتوقف عن طرح استقالة أو إقالة وزير الأزمة مع الخليج، جورج قرداحي.

ومع ذلك، ثمة وسطاء خير يجرون اتصالات مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي من أجل اجتماع ثلاثي بعد الاحتفال بالعرض العسكري الذي يقيمه الجيش في وزارة الدفاع بمناسبة يوم الاستقلال، غدا الاثنين، لغاية البحث في حلول للأزمات القائمة، من اجتماعات الحكومة إلى تحديد موعد متوافق عليه للانتخابات، إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، مع الوزراء النواب الملاحقين بملف تفجير المرفأ.

المصادر المتابعة لا ترى أي باب للفرج، يمكن الولوج منه إلى الحلول قبل 29 نوفمبر، موعد فتح الملف النووي الإيراني في فيينا، ويضاف إلى هذا العامل الأساسي عوامل إضافية تتمثل بعودة الرئيس عون من الدوحة، حيث سيشارك بافتتاح دورة كأس العرب الرياضية، ورجوع ميقاتي، من روما والفاتيكان.

وفي رأي المصادر فإن طرح دعوة مجلس الوزراء المعطل، عن العمل منذ آخر اجتماع له في 12 أكتوبر، من جانب الرئيس ميقاتي، مجرد قنبلة صوتية للتذكير والتهويل بإمكان دعوة المجلس وعقد اجتماع بمن حضر، وثمة تجربة سابقة، مع حكومة فؤاد السنيورة التي اجتمعت بغياب الوزراء الشيعة المقاطعين، لكن الثنائي المعروف كان لميقاتي بالمرصاد، مستغربا كيف يتحدث عن دعوة الحكومة للاجتماع دون مشاورة الحزب أو «أمل».

وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «نحن على استعداد للعودة إلى الحكومة، إنما بعد معالجة أسباب توقف الاجتماعات، وطالب بإزاحة «المنظومة القضائية بالكامل».

واعتبر أن «القوات اللبنانية» مركز الاهتمام الأميركي لمواجهة حزب الله وحلفائه.

وقال: «إننا في هذه المرحلة من المهم أن نعلم أن حزب الله وحركة أمل تجاوزا خطرا كبيرا» من خلال ما وصفه بمجزرة «القوات» في الطيونة وأن «القوات تريد جر الحزب إلى اقتتال داخلي لتبرز كحام للمجتمع المسيحي».

الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» ردت على قاسم بالقول إن كلمته تكرار لأطروحات «حزب الله» حول حوادث عين الرمانة - الطيونة المشؤومة، والمؤسف أنه كرر في تصريحه أن «القوات» ارتكبت مجزرة في هذه الحوادث، بخلاف ما أظهرته التحقيقات الرسمية التي جرت حتى الآن، وهذا تزوير للوقائع والحقائق.

وغردت الوزيرة السابقة مي شدياق، عبر «تويتر»، قائلة: «عفوا لم أفهم نعيم قاسم يعير «القوات» بماضيها، ما الذي يضمره حزب الله المستقوي بإيران، عندما يحذر من يتحالف مع «القوات»؟ وإلى أين سيصل بعدما دمر القضاء والاقتصاد وعلاقات لبنان العربية، لماذا يهدد قاتل الرئيس رفيق الحريري ورموز 14 آذار وأطفال سورية وكل من يعارضه؟».

بدوره، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرى أن لبنان يتجه إلى المجهول، مضيفا: «إننا انتظرنا سنة لتتشكل الوزارة حين ظهر لنا الثلث المعطل، واليوم بدلا من أن يكون ثلثا معطلا، هناك واحد معطل، والنتيجة ذاتها».

وردا على سؤال عن تصريح رئيس الجمهورية ميشال عون حول عدم إجراء الانتخابات النيابية في 27 مارس، قال جنبلاط إن «على رئيس الجمهورية اتباع الأصول والدستور ويجب أن تكون الانتخابات في موعدها».

من جهته، الرئيس السابق أمين الجميل حذر في احتفال الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال نجله الوزير بيار أمين الجميل، من «مخطط جهنمي محبوك ومحكم وهادف لإركاع لبنان».

وقال: «نحن اليوم في ساحة الشهداء في المكان ذاته الذي جمع رفيق (الحريري) وجبران (تويني) وسمير (قصير) حيث اكتمل النصاب السيادي».

النائب زياد حواط، عضو تكتل «الجمهورية القوية»، رأى أن عون «في خطابه الأخير، بدا وكأنه المتحدث الرسمي باسم ثنائي (مار مخايل) أي التفاهم بين الحزب والتيار، وليس كرئيس للجمهورية اللبنانية».

وتساءل: «لماذا الإساءة دائما تصدر من الجانب اللبناني؟ وقال لـ «العربية»: «إن اتفاق مار مخايل هو أكثر من تحالف، وليس تفاهما».

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...