قنبلة الانتخابات تُفجّر المجلس النيابيّ... ولا أمل بالإنقاذ!

 

كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو": 

الانفجارات السياسية طالت أرجاء الدولة كافة، ومن دون أي استثناء. 

من ملف انفجار مرفأ بيروت، مرورا بملف أحداث الطيونة واستنسابية استدعاء المحكمة العسكرية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وصولا إلى تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، التي أدت إلى اهتزاز آخر ما تبقى من العلاقة بين لبنان والدول العربية، وتحديدا الممكلة العربية السعودية. 

لم يعد هناك أي أمل لدى اللبنانيين  بالعودة إلى حياتهم السابقة، أو أقلّه، تحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية بالحدّ الأدنى. 

وفي هذا السياق، تكشف معلومات عن " تحرك محليّ – إقليميّ يجري على الساحة اللبنانية، لعقد تسوية جديدة، لخفض حدة الاحتقان المتعاظمة بين أهل السلطة الحاكمة". 

وتشير المعلومات، في حديثها لـ"ليبانون نيو"، إلى ان " هناك محاولة ترقيع للاختلافات الحاصلة بين الأطراف، خصوصا من جهة الملفات القضائية، لكي لا تصل إلى أمور إلى حدّ إسقاط الحكومة أو إدخالها في موت سريري". 

وتلفت إلى أن " هكذا تسويات لا تُبنى عن عبث، إنما يكون ما ورائها حبكة مشدودة لطمس ملفات مهمة تختص بالامور المعيشية والاجتماعية، ما يعني أنه، وإن حصلت تسوية ستكون طبعا ضد الشعب المنهوب". 

 وتعتبر المعلومات أن " مهما سعت المنظومة الحاكمة لفضّ خلافاتها، فالأمور لن تستقيم بحسب تطلعات كل فريق، ما يعني ان خيار الإنقاذ سيؤجل إلى ما بعد بعد الانتخابات النيابية، وهو ما سيحصر مهمة الحكومة في هذا الملف فقط". 

إلا أنه، حتى ملف الانتخابات قد يطير، تقول المعلومات، بحيث شهدنا اليوم على خلاف حاد حول احتساب اصوات النواب المستقيلين من عدمه، أبقى على تصويت المغتربين لـ128 نائبا لا 6، في قرار سيبقى يتفاعل على الارجح في الايام المقبلة، سيما مع انسحاب نواب التيار الوطني الحر من الجلسة وقول باسيل "انسحبنا من الجلسة بسبب حصول مخالفة دستورية كبرى".

وتتابع: جميع القوى السياسية تتحدث في العلن أنها مع إجراء هذا الاستحقاق السياسي بموعده، لتلبية إرادة الشعب اللبناني، إلا أن المضمون عكس ذلك، عند بعض الكتل النيابية. 

فقاعدة "الثنائي الشيعي" لم تهتز كما يجب بفعل الانهيار الكبير، وفق المعلومات، وقاعدة الجماهير السنية أيضا، على الرغم من أن الأرقام قد تختلف لصالح طرف سني أو آخر. 

ولكن، الاهتزاز الكبير والحقيقي الذي ستُحدثه هذه الانتخابات، هو داخل الشارع المسيحي، إذ تؤكد المعلومات أن " التيار الوطني الحر يعيش داخل قوقعة من القلق والخوف الشديد، بحيث باتوا يدركون أن العرش لم يعد ملكهم، والامل بتنصيب صهر العهد وليّا انعدم كليا، بعدما دأب النائب باسيل بإشعال الفتن والحقد بينه وحلفائه إلى جانب خلافاته مع المعارضين له. 

وتلفت إلى أنه " حتى لو كانت قاعدة حزب الله الجماهرية لا تزال جيدة بالنسبة له، إلا انه يخشى من سقوط  حليفه المسيحي، الذي أمن له طوال السنوات الماضية الغطاء اللازم لاستباحة الدولة. 

والدليل، وقوف كتلة الوفاء للمقاومة بجانب التيار اليوم بشأن المطالبة بتصويت المغتربين على 6 مقاعد في الاغتراب فقط، لأن الصوت الاغترابي هو الأقوى حاليا لتحقيق التغيير". 

وتختم: التخوّف اليوم، هو لجوء الأطراف الرافضة إجراء الانتخابات نيابية، إلى الإطاحة بهذا الاستحقاق عن طريق إحداث اختلال أمني كبير في البلاد، خصوصا بعدما فشلت كل محاولاتهم السياسية والدستورية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...