استنفار من نوع آخر في معراب بعد استدعاء جعجع.. وهذا سيناريو الأربعاء


 كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

سحبت قضية استدعاء رئيس حزب "القوّات اللّبنانية"، سمير جعجع الأضواء من خبر استماع مجلس القضاء الأعلى للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار. 

وفيما كانت نتيجة الاستماع للبيطار إيجابية وخلصت إلى التشديد على "العمل على إنجاز التحقيق بأسرع وقت ممكن وفق الأصول القانونية "، عاد المشهد في معراب إلى لحظات اختبرها جعجع سابقًا قبل سنوات وإن في ظرف سياسي مختلف قليلًا. 

دكاش: الاجتماع مع الراعي ممتاز

وبعد انتشار خبر تبليغ جعجع لصقًا على باب معراب، كانت بكركي المحطة الأولى للحزب حيث انعقد اجتماع عاجل مع البطريرك بشارة الراعي للبحث في آخر التطورات. 

عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب شوقي دكاش الذي التقى الراعي أمس، شدد على أنّ موقف البطريرك الداعم واضح وهو كان قد أعلن عنه حتى قبل تبليغ جعجع لافتًا إلى أنّ الموقف ما زال نفسه ولم يتبدل. 

دكاش وفي حديثه لـ "السياسة"، قال:" سنكمل مع الراعي وكلّ الجهات السيادية في البلد". معتبرًا أنّ ما يحصل اليوم يمسّ بآخر معاقل الحرية في لبنان. 

وإن وصف دكاش اللّقاء بـ "الإيجابي والممتاز كما جرت العادّة"، إلّا أنّ بكركي فضّلت  عبر مصادرها التكتكم عن ما دار في الكواليس. 

وفي حين يخشى مناصرو حزب "القوّات" من "سيدة نجاة-2"، ترى مصادر مراقبة أنّ الظروف السياسية اليوم وإن تشابهت قليلًا مع الماضي إلّا أنها ليست نفسها. 

فيما يرى البعض الآخر أنّ هذه الحرب "سياسية" وهدفها بشكل رئيسي إحراج "القوّات" خاصة أنها كانت من أشدّ الداعمين للقضاء والقاضي البيطار والسعي لإدخالها في مواجهة مباشرة مع الجيش اللّبناني، وهو الطرف الذي يتمسّك به "المسيحيون" بشدّة. 

ردّ دكاش على هذه التحليلات بصرامة وسرعة، مشددًا على أنّ "القوّات لن تكون يومًا بمواجهة الجيش وهدفنا هو بناء الدولة والحفاظ على مؤسساتها ولن نقبل بخيار الدويلة أبدًا" باختصار، "مش ح نخلّي حدا يهيّمن منطق الدويلة". 

هل يحضر جعجع؟

وأمام التطورات الأخيرة ووفقًا لورقة الاستدعاء التي عُلّقت على باب معراب لأنّ جعجع "لم يكن على السمع"، فإنّ على الأخير الحضور إلى وزارة الدفاع غدًا الأربعاء عند الساعة التاسعة صباحًا بصفة مستمع إليه، لإعطاء إفادته حول قضية أحداث الطيّونة- الشيّاح- عين الرمانة. 

حضور جعجع أم اختياره عدم المثول، هو ما يشغل الرأي العام المحلي والدولي المتابع للتطورات السريعة التي رافقت أحداث الطيونة الغامضة. وهو ما يسعى الإعلام برمته إلى معرفته. 

وفي هذا السياق، أكدّ دكاش أنّ فريقًا قانونيًا يدرس الاحتمالات كافة على أن يعود القرار الأخير لجعجع وحده. 

إلّا أنّ مصادر رفيعة، أكدّت لـ "السياسة" أنّ الاجتماعات ما زالت تُعقد وبشكل مكثّف ومفتوح. 

ملمحة إلى عودة المعادلة التي تحدّث عنها سابقًا رئيس "حزب القوّات": " عليهم الاستماع أولًا إلى شهادة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله"، مرجحة عدم حضور جعجع إن لم يحصل ذلك و "يبلطوا البحر". 

ضغط سياسي لعدم حضور جعجع

إلى ذلك، رأت مصادر متابعة لهذه التطورات أنّ ما يحصل أشبه بالحرب السياسية التي تستهدف مكونًا واحدًا. معتبرة أنّ الدولة "عم تشوف بعينتين"، وأنّ أحداث الطيونة خاصة مع "الفيديوهات" التي سُرّبت عن اللّحظات الأولى للإشكال وانحراف المسيرة عن مسارها وهدفها، تزيد الشكوك. 

وختمت بالقول:" على الدولة أقلّه استدعاء الطرفين". 

وفي حين كان الوزير السابق ملحم رياشي، قد قالها صراحة عبر تغريدة له:" لن نتذكر كلمات الأخصام... إنّما صمت الأصدقاء"، كان رئيس تيار "المستقبل"، النائب سعد الحريري صباح اليوم من أوّل المتضامنين على الرغم من "الفراق" الواقع بينه وبين حليفه المسيحي السابق. 

وهو ما رأى فيه المراقبون، تمهيدًا لجوّ سياسي يضغط باتجاه عدم القبول بحضور جعجع. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...