جعجع يقف وحيدا بوجه "الحزب".. وتخوّف من اغتيالات!

 

كتبت داني كرشي في "ليبانون نيو": 

ربما يكون الجانب الأهمّ من استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى اليرزة، هو أنه الطرف الوحيد الذي يقف اليوم بقوته وجبروته السياسي والشعبي، المسيحي تحديدا، بوجه هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية.  

فتصريحات الممانعين أخيرا، تؤكد أن حادثة الطيونة، لم تكن مُفتعلة، ولا حتى نذير شؤم لإحياء خطوط التماس بين عين الرمانة – الشياح، إنما الوصول إلى كسر الجبهة المسيحية السيادية الواقفة بكل عزيمة بوجه "الارهابيّ". 

والحال، أسقطت جريمة الطيونة، الأقنعة الملائكية عن حزب الله، والسلطة الحاكمة في البلاد. 

والفضل، كل الفضل، للثروة التكنولوجيا، التي منعت الممانعين والدكتاتوريين حجب المعلومات والتفاصيل الحياتية عن الناس. 

إذ، تنتشر اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات وصور جازمة بان ما حصل صباح الخميس 14 تشرين الأول، هو من صنع الممانعين. 

 ولكن، ما يثير الاشمئزاز، بحسب مصادر سياسية، هو سكوت من كانوا يشكلون نواة 14 آذار فتصريحات كل من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لم تكن على قدر التطلعات السيادية المطلوبة. 

وفي حديثها لـ"ليبانون نيو"، لا تستغرب المصادر "سكوت الرئيس القوي، ميشال عون، عن محاولات حزب الله لضرب القوى المسيحية. 

فمصالح الرئيس وصهره جبران باسيل، تفوق مصالح اللبنانيين ككل، وليس فقط المسيحيين". 

ولا تستبعد أن " يكون أمر الاستدعاء بحق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أتى فور انتهاء اتصال عون المفاجئ لمعراب. 

فنرسجية عون، لا تسمح له بوجود رجل مسيحي أقوى منه على الساحة اللبنانية ولا ننسى ما فعل الجنرال، في التسعينيات من أجل الإطاحة بالقوات اللبنانية، التي كانت ولا تزال تحظى بأوسع قاعدة جماهرية، بمختلف الطوائف". 

وترى انه " إذا صحّ ما يُحكى في الكواليس، عن طلب عون من جعجع المقايضة بين جريمة مرفأ بيروت، وملف الطيونة، المُفبرك بحق القوات، فهذا يدلّ على ان البلاد دخلت في مرحلة جهنمية". 

وتتخوف المصادر، من "تكرار ما حصل عامي 2004 و2005، بحيث قد نشهد على وقوع اغتيالات جديدة في البلاد، قد تطال السياديين المتثملين بالقوات وغيرهم". 

وتتابع: خوفنا اليوم في محله، خصوصا وأن المحور الإيراني قد انحشر في الزاوية في المنطقة، ولم يعد امامه سوى لبنان لتنفيس غضبه. 

ويشير إلى أن " مسيحيي لبنان اعتادوا على مواجهة الاحتلالات، إلا أن الفرق اليوم هو وقوف القوات اللبنانية وحدها في مواجهة هذه الميليشيات الإرهابية". 

وطبعا، لا ننسى وجود حزب الوطنيين الأحرار، وبعض الوجوه السيادية المهمة، تقول المصادر، إنما المسألة هو أن القوات هو الحزب الأكبر مسيحيا، وهو ينافس اليوم التيار الوطني الحرّ على المقاعد الانتخابية وهذا الامر لا يناسب البرتقاليين ولا حزب الله حكما. 

وتختم: في هذه الظروف الصعبة، لا يمكننا سوى الدعاء للبنانيين السياديين، لأن المواجهة اليوم حتمية، وضرورية لفك أسر البلاد، من السيطرة الإيرانية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...