الشباب اللبناني: امتناع عن الزواج والإنجاب.. وهروب إلى الطلاق!


 كتبت كارول هاشمية لـ"ليبانون نيوز":

نتج عن الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة التي يمرّ بها لبنان العديد من المطبات الاجتماعية، فعلى سبيل المثال شهدت معدلات الزواج تراجعاً  بنسبة 45% في مقابل ارتفاع كبير في نسب الطلاق.

وهذه الأرقام ليست غريبة، فمع انهيار العملة وفقدان قيمتها، وتحوّل الحد الأدنى للأجور إلى "قروش".. كيف سيؤسس أيّ شاب أسرة؟

الأزمة اللبنانية أوّل ما أطبقت على الطبقة الوسطى التي بدأت تتلاشى، فأغلقت مئات المؤسسات أبوابها وارتفعت معدلات البطالة بشكل مخيف، فيما انكمشت الحركة التجارية وتراجعت أيضاً القدرة الشرائية.

كل هذا أدّى إلى إحجام شبان هذه الطبقة عن فكرة الزواج، أما من تزوج من نسائها وشبابها فاتخذ قراراً بعدم الإنجاب في المرحلة الحالية، خوفاً من المستقبل المجهول ومن أزمة الدواء وأزمة حليب الأطفال.

في هذا السياق تقول غادة المتزوجة منذ عامين لـ"ليبانون نيوز": "مش قادرين نطعمي حالنا، ليش حتى نجيب ولد و نظلمه و نعتره معنا"، وفق غادة فإنّ الإنجاب في ظروف كالتي نحن فيها جريمة.

حالة غادة، تنطبق على الكثير من المتزوجين، والذين فضلوا تأجيل الإنجاب ريثما تتضح معالم الأزمة، ويتضح مستقبل هذا الشعب.

في هذا السياق يقول الباحث المتخصّص في علم اجتماع الأسرة زهير حطب لـ"الأخبار" إنّ "مستوى الخصوبة صار متدنياً بما يحول دون تجدّد الأجيال"، مضيفاً: "نحن حتى لم نعد نصل إلى معدلات الإحلال (أي أن كل ثنائي يجب أن ينجب طفلين بديلاً عنهما بعد الوفاة) ليبقى عدد السكان ثابتاً". 

ما يعني أنّ هذا التراجع الإنجابي، مترافقاً مع ارتفاع معدلات الهجرة، ومع الوفيات، سينعكس حتماً على تراجع عدد سكان لبنان ما يشكل خطورة على الثبات السكاني، ويرتّب أعباء هائلة على الاقتصاد والمجتمع في السنوات المقبلة..... 

تزايد كبير في نسب الطلاق 

في سياق آخر، بات ملحوظاً ارتفاع نسب الطلاق بشكل مخيف، ما سيترك أثره حتماً على العديد من الأطفال الذين كانوا ضحية هذه العلاقات.

ويعود هذا الارتفاع لازدياد المشاكل والخلافات الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والمداخيل المحدودة، فكثير من الأسر باتت عاجزة عن تأمين لقمة العيش والكثير من الشبان باتوا عاجزين عن تأمين احتياجات عائلتهم ما دفع بهم إلى الانفصال.

إذاً نحن أمام انهيار مجتمعي يوازي الانهيار الاقتصادي. ولكن إلى من نتجه: ببساطة لا حياة لمن تنادي!

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...