القوات ترفض عقد لقاء مع التيار بشكل قاطع.. لماذا؟

 

"لا زيارات قواتية للقصر الجمهوري، لا اتصال أو تواصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس «القوات» سمير جعجع، كذلك لا اتصال بين جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، بل مواقف متعارضة، رؤية سياسية مختلفة، اتهامات واتهامات مضادة، وكأنّ «اتفاق معراب» لم يكن، فيما لا يزال النزاع بين قاعدتي الحزبين المسيحيين قائماً، خصوصاً عند أي موقف هجومي لقادة أحد الحزبين ضدّ الحزب الآخر.

هذا الأمر يستدعي بحسب البعض، ومنهم الرابطة المارونية، الى تحرُّك الراعي، ويتطلّب لقاءً بين الفريقين المسيحيين لـ»تصفية النوايا»، خصوصاً بين جعجع وباسيل، إذ إنّ الاختلاف لا يبرّر هذه الحِدة في الخلاف. هذا اللقاء سبق أن طُرح بعد حادثة ميرنا الشالوحي في أيلول 2020، خصوصاً من البطريرك الراعي، إلّا أنّه لم يُعرض جدياً ولم يُعقد. حينها كانت «القوات» رافضة للقاء كهذا، والآن ما زالت متمسّكة بموقفها. هذا فضلاً عن أنّ الراعي الذي يرعى مصالحات ولقاءات كهذه، يبدو أنّه بات يحتاج الى راعٍ للسجال الضمني بينه وبين رئاسة الجمهورية أخيراً، أيضاً على خلفية التدقيق الجنائي، ما أدّى الى بروز عامل مستجدّ تجلّى بهجوم «عوني» علني حاد على المرجعية المارونية الدينية الأعلى، خصوصاً عبر موقع «تويتر» تحت عنوان وهاشتاغ «راعي الفساد»، ووصل الهجوم الى حد المطالبة بتدقيق جنائي في أملاك بكركي في تطوُّر خطير في العلاقة بين شريحة مسيحية - مارونية ومرجعيتها الدينية الأعلى، مع ما يُمثّله البطريرك وطنياً وتمثّله بكركي تاريخياً.

وبالنسبة الى لقاء الافرقاء المسيحيين تحت سقف الصرح البطريركي، تؤكد مصادر بكركي أنّ «البطريرك لم يتوقف يوماً عن محاولة التقريب في ما بينهم، وكانت هناك محاولات في الفترة الاخيرة لكن لا تجاوب تجاهها، إذ يعتقد أفرقاء أنهم إذا جلسوا مع آخرين سيساهمون في تعويمهم سياسياً ويفضّلون تركهم يغرقون، فضلاً عن الحسابات الانتخابية والرئاسية. لكن رغم ذلك لن تتوقف المحاولات إن لجهة تفعيل اللجنة القديمة او خلق تشكيل جديد».

من جهتها، تؤكد مصادر «القوات» أنّ «أحداً لم يفاتحنا بعقد أي لقاء مع «التيار»، ونرفض مفاتحتنا أساساً بهذا الأمر». هذا الرفض القواتي مردّه الى أنّ «هناك حياة سياسية طبيعية، يحصل خلالها سجالات وخلافات ونقاش سياسي، وبالتالي ليس كلّما اختلف اثنان سياسياً يجب أن يعقدا لقاء مصالحة». كذلك تعتبر «القوات» أنّ مشكلة «التيار الوطني» ليست معها تحديداً إذ إنّ العهد و»التيار» على خلاف مع تيار «المستقبل» وحركة «أمل» وتيار «المرده» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» ومع البطريرك الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وجميع اللبنانيين. فلماذا لم يرَ أحد إلّا السجال بين «القوات» و»التيار»؟! وترى أنّ «هناك عملية تضخيم لهذا النقاش ليست في محلّها، وربما تكون مقصودة».

وتوضح مصادر «القوات» أنه «بالنسبة إلينا تنتهي الأمور عند حدّها وفي وقتها، ومع احترامنا وتقديرنا لأدوار الجميع، لسنا في حاجة الى أن يدخل أي أحد على الخط بيننا وبين «التيار»، ولا نحتاج الى وساطات مع أي طرف سياسي». وتشير الى أنه «لا يوجد أي علاقة مع «التيار» ولا لزوم لأي جلسة من هذا النوع معه». فضلاً عن ذلك تشدّد المصادر نفسها على أنّ «المشكلة الآن ليست بين «القوات» و»التيار» بل هناك أزمة لبنانية يجب حلّها، فإذا جلسنا نحن و»التيار» هل نخرج من الأزمة وننتهي من الجوع والفقر وتؤلّف الحكومة ويزدهر البلد؟ وبالتالي، بدلاً من تلهّي البعض ومحاولته لعب أدوار وفرض وجوده عبر التركيز على العلاقة بين «القوات» والتيار»، فليضع تصوّره لحلّ الأزمة على الطاولة»."

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...