هل يطلّ شبح الحرب الأهلية على لبنان من جديد؟

 

منذ تاريخ 17 تشرين الأول 2019، والاحتجاجات في لبنان لا تزال مستمرة بوتيرة متفاوتة، تشتعل جذوتها كلما زاد الخناق على اللبنانيين، بسبب النهيار الاققتصادي، والفشل السياسي للطبقة الحاكمة.
ووفق تقرير نشرته شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية، السبت.، فإن شبح الحرب الأهلية بدأ يلوح من جديد في لبنان، بالتزامن مع تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية في البلاد، التي خرجت قبل ثلاثة عقود من حرب داخلية دموية استمرت 15 عاما.
ويشير التقرير إلى أن مشاهد العنف اليومية التي تشهدها لبنان مؤخرا تهدد بأن تأخذ البلاد منعطفا أسوأ، في ظل فشل الطبقة السياسية الحاكمة في إيجاد حلول فعالة.
وتؤكد تقديرات البنك الدولي أن أكثر من نصف السكان في لبنان يعانون من الفقر حاليا، بعد التراجع المخيف في قيمة العملة المحلية الذي أجبر بدوره بعض محال البقالة والصيدليات والشركات على الإغلاق مؤقتا.
وتشهد المحال التي ظلت تستقبل الزبائن بين حين وآخر، معارك بالأيدي بين المتسوقين للحصول على الحليب المجفف المدعوم والأرز وزيت الطهي، فيما تصطف طوابير طويلة من السيارات للتزود بالوقود أمام المحطات القليلة التي لا تزال تفتح أبوابها.
وإلى جانب ذلك، تخرج تظاهرات يومية تقريبا في أنحاء البلاد يعمد خلالها المحتجون إلى قطع الشوارع احتجاجا على الوضع المعيشي.
في المقابل وصلت عملية تشكيل الحكومة إلى طريق مسدود منذ أربعة أشهر بسبب الخلافات بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون.
ووفقا لتقرير “سي.أن.أن” فإن بصيص الأمل الوحيد يتمثل في حصول حل سياسي ينتج بدوره حكومة فعالة تنقذ البلاد من حافة الهاوية.
ويستدرك التقرير “لكن بالنسبة لمعظم المطلعين على السجل البائس للنخبة السياسية، يبدو هذا وكأنه حلم بعيد المنال، ما يعني أن البلاد ربما تتجه نحو المجهول”.
وشهدت العملة المحلية اللبنانية سقوطا حرا منذ أواخر العام 2019، وفقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها. وتخلفت الحكومة عن سداد ديون البلاد الخارجية العام الماضي.
وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية كما ارتفع التضخم. وفرضت البنوك ضوابط غير رسمية على مدخرات الناس، وتقلصت احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي في بلد يعتمد على الواردات.
واستقالت الحكومة المنتهية ولايتها في أغسطس الماضي، إثر انفجار هائل في مرفأ بيروت أدى إلى مقتل 211 شخصا وإصابة أكثر من ستة آلاف وإلحاق أضرار بأحياء بأكملها في العاصمة.
وتجددت مطلع الشهر الحالي احتجاجات شعبية كانت قد بلغت ذروتها في نهاية 2019 وبداية 2020، تندد بفساد الطبقة الحاكمة وعجزها، على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة، إذ لامس سعر صرفها الثلاثاء عتبة 15 ألف ليرة في مقابل الدولار في السوق السوداء، قبل أن يتراجع تدريجيا إلى حدود 11 ألفا الخميس.
وعادة ما يتأخر تشكيل الحكومات في لبنان لأشهر عدة جراء التجاذبات بين السياسيين وخلافاتهم على الحصص.



إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...